
فاطمة علي
مع بزوغ الفجر وتغاريد الطيور، تحط قطرات الندى على خد هديل الفتاة ذات العشرين خريفا، حيث تعيش هديل فرحة التخرج وبداية حياة جديدة بعد أن بدأت مشروعها الجميل وهو عبارة عن محل ترتيب وبيع الزهور، فكم كانت هذه الفكرة الجميلة تراودها لسنوات.
جاء صباح ذلك اليوم،
افتتاح محل الزهور
وتجهيز احتياجات العرائس، فقد كان يوم مفعم بالأمل والجمال بالنسبة لهديل.
بدأت هديل تمارس نشاطها بعد الافتتاح الجميل، وكل يوم كانت تزداد ابداعًا حتى صنعت أسطورة في عالم الجمال لتصبح مقصد العديد من الفتيات، وقد ذاع صيتها، إلا أن ذلك الصيت أُذيع في مدينة الضباع!
ذات يوم مرت سيارة تقل عدد من العناصر المسلحة ومعهم إحدى النساء الشرطيات كما يزعمون، فرأتهم هديل يقتربون منها، وبدأت ترتعد، وكلما اقتربوا منها تلاشت أمامها الأحلام وتناثرت أمام ناظريها الزهور وتغيّر بريق ألوانها إلى اللون الأسود القاتم!
توقّفت السيارة التي تقلهم أمام محلها الجميل، لتتساقط منها كائنات مسلحة ودخلت عليها المرأة (الشرطية) وأخذت بثوبها وبدأت تسألها،
لماذا لاتغطي وجهك؟
من سمح لك بأن تعملين بهذا العمل؟
ولماذا تجمعين الفتيات في المحل؟
أسئلة كانت بمثابة إعدام بالنسبة لهديل ومشروعها..
أسئلة كانت بمثابة إعدام بالنسبة لهديل ومشروعها..
حاولت هديل أن تستجمع قواها وتجيب، لكن بعبارات اختلطت بالخوف فكانت الكلمات تخرج مترددة ومتقطعة، "أنا أبيع باقات الورود للعرائس" هكذا بدت كلماتها.. فقاطعتها تلك المرأة وقالت لها: كلا بل أنتِ توزعين مع الورود أشياء أخرى، ثم بلحمة نظر أصبحت هديل معتقلة.
سقطت هديل أرضا من هول الصدمة، فأيقضوها ركلًا بالأقدام، ثم تم اقتيادها لمكانٍ مجهول.
دخلت هديل صاحبة الطموح والنشاط في شبه غيبوبةٍ، فقد تلعثم لسانها وفقدت القدرة على الكلام لعدة أيام
وامتنعت عن الأكل بعد أن وجدت نفسها في مكانٍ أشبه بالجحيم، إن لم يكن هو الجحيم الدنيوي فعليا.
في اليوم الرابع دخلت على هديل امرأة سمراء اللون ممتلئة، صوتها كالرجل، اقتربت منها وهمست في أذنها،
أتريدين الخروج؟!
بدأت هديل تجمع أنفاسها وتعالج دقات قلبها سريعا ثم قالت باستعجال: نعم سيدتي أرجوك فأنا الابنة الوحيدة لأهلي فأمي قد تموت بسبب إخفائي وكذلك أبي أرجوكِ.
أخذت بكتفها وأرتها بعض صور رجال خُيّل لها أنها رأت بعضًا منهم في التلفاز. فأخذت تتعجب وتسأل ..
ما بهم هؤلاء سيدتي ؟
قالت لها أريدك أن تُكوّنين فريق من الجميلات و توقعي بهم وتصوري المشاهد وتعطينا إياها، وسنعطيك مبالغ باهظة بقدر قيمة كل شخص..
لم تصدّق هديل ما سمعت، تلعثمت وقالت ليس هذا عملي ولا أقدر عليه.
أنا فتاة .... لم تكمل حديثها حتى صفعتها صفعة أفقدتها الوعي،ثم الأخرى أفاقتها من الإغماء، ثم أدخلت عليها اثنان من الرجال كل منهما يستعرض عضلاته ثم هددتها أنها ستجعلها لقمة سائغة لهم إن لم توافق.. بكت هديل، بل انتحبت من البكاء، ترجتها أن تتركها، ثم أغلقت عليها الزنزانة بعد أن رمت لها بعض الطعام وقليل من الماء.
يتبع،،،