...
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تأكيد التسجيل من خلال اللإيميل تأكيد الحساب
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تسجيل حسابك معنا إنشاء حساب
مأساة النازحين مع كل موسم مطر

مأساة النازحين مع كل موسم مطر : خيام تتحول إلى قوارب مثقوبة

بقلم / أفنان الزين

في مخيمات النزوح، لا يحمل المطر بشائره المعتادة كما في القرى والمدن، بل يُستقبل بالخوف والقلق. فكل قطرة قد تعني غرق خيمة، أو تلف مؤونة، أو بداية رحلة تشريد جديدة.

مع أولى زخات المطر، تتحول الأرض الترابية إلى مستنقعات طينية تغرق فيها أقدام الأطفال والكبار، فيما تعجز الخيام الواهنة عن صدّ البرد والرياح. ومع اشتداد السيول، تجرف المياه القليل الذي تملكه الأسر النازحة: فراش مبلل، مؤونة ، وملابس غارقة، تاركة الأمهات في سباق يائس لإنقاذ أطفالهن بأيدٍ فارغة.

الأطفال في هذه المخيمات ليسوا أرقاماً في تقارير إحصائية، بل وجوه صغيرة ترتجف من البرد، وعيون تبحث عن مأوى آمن. وبينما يقف الآباء عاجزين أمام السيول المتدفقة، يفقدون ما تبقى لهم من قدرة على الحماية.

المشهد يتكرر كل عام: خيام تتهاوى، سيول تقتحم، أمراض تنتشر، وحرمان يتضاعف. وفي ظل هذا الواقع، يظل صوت النازحين خافتاً، يطالبون فقط بسقف يحميهم وبيوت تحفظ إنسانيتهم، بعيداً عن خيام مثقوبة تُغرقها أول سحابة.

اليوم، ومع تكرار هذه الكارثة الإنسانية في كل موسم امطار ، يبرز السؤال: إلى متى سيبقى النازحون عالقون بين مطر السماء وقسوة الأرض؟ أليس من حقهم الحصول على مأوى آمن يليق بكرامتهم، بدلًا من معاناة متجددة مع كل هطول؟