...
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تأكيد التسجيل من خلال اللإيميل تأكيد الحساب
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تسجيل حسابك معنا إنشاء حساب
صحة المرأة اليمنية...

صحة المرأة اليمنية.. بين الحرب وانهيار الخدمات الطبية

بقلم:- أفنان الزين

في بلد أنهكته الحرب المستمرة منذ سنوات، تعيش المرأة اليمنية واحدة من أقسى التجارب الإنسانية في العالم، إذ بات الحصول على أبسط الخدمات الصحية تحدياً يومياً، وسط انهيار شبه كامل للمنظومة الطبية.

الحرب لم تكتفِ بتدمير المنازل وسرقة الأمن، بل سلبت الإنسان حقه في الصحة والحياة، وكانت المرأة أكثر الفئات تضرراً، فهي الأم التي تخوض رحلة الولادة بلا طبيب، والفتاة التي تواجه المرض دون دواء، والممرضة التي تعمل بأدوات شبه معدومة. ورغم كل ذلك، تبقى رمزاً للصمود في وجه المعاناة.

واقع صحي منهار

منذ اندلاع الحرب في اليمن، انهار النظام الصحي بشكل شبه كامل، إذ توقفت كثير من المستشفيات عن العمل، فيما تعمل أخرى بقدرات محدودة تفتقر إلى الأدوية والمستلزمات الأساسية. هذا التدهور انعكس بشكل مباشر على النساء، اللواتي يواجهن صعوبات مضاعفة في الحصول على الرعاية الطبية، سواء أثناء الحمل والولادة أو عند الإصابة بأمراض مزمنة. كما زادت معاناة النساء من سوء التغذية، ونقص الرعاية النفسية في ظل ضغوط الحرب والخوف من المستقبل. وهكذا تحولت صحة المرأة إلى صورة واضحة لهشاشة الواقع الصحي في البلاد، حيث أصبح الوصول إلى أبسط مقومات الرعاية معركة يومية من أجل البقاء.

صمود رغم الألم

ورغم قسوة الواقع، لم تستسلم المرأة اليمنية. ففي القرى والمناطق النائية، ظهرت مبادرات نسائية بسيطة لتقديم الرعاية الممكنة: نشر الوعي الصحي، المساعدة في الولادات المنزلية، أو تقديم نصائح غذائية للوقاية من الأمراض. هذا الحضور الفاعل يؤكد أن المرأة ليست مجرد ضحية للحرب، بل شريك أساسي في معركة البقاء وإعادة الحياة.

صحة المرأة أساس لمستقبل اليمن

لم تقتصر آثار الحرب على الدمار المادي وفقدان الأمن، بل امتدت لتطال حياة الإنسان في جوهرها. وأكثر من وجد نفسه في مواجهة الخطر اليومي هي المرأة، التي تتحمل ضعف الخدمات وتزايد التحديات الصحية، بينما تسعى لحماية نفسها وأسرتها.

صحة المرأة ليست شأناً فردياً، بل هي ركيزة لصحة الأسرة والمجتمع بأسره. والاهتمام بها اليوم هو استثمار في مستقبل اليمن، لأن المرأة التي تُمنح الرعاية قادرة على حماية أجيال الغد من المرض والحرمان