
الشرطة النسائية في اليمن.. ركيزة أمنية لحماية المرأة وتعزيز الاستقرار
تقرير :أمةالمجيد البكري
لم يعد وجود الشرطة النسائية مجرد خيار، بل أصبح ضرورة ملحة في ظل التحديات الأمنية والاجتماعية المتزايدة في اليمن. فبعد أن كان العمل الأمني حكرًا على الرجال، برزت الحاجة الملحة لإشراك المرأة في هذا المجال، خاصة في القضايا التي تمس النساء بشكل مباشر، مثل العنف الأسري، والابتزاز، والجرائم المتعلقة بالمرأة والطفل.
ومع تعقيدات المشهد الأمني في البلاد، أثبتت الشرطة النسائية قدرتها على لعب دور محوري في تعزيز الأمن الاجتماعي، وحماية حقوق المرأة، وتعزيز الثقة بين المواطنين والأجهزة الأمنية.
نشأة وتطور الشرطة النسائية
حول أهمية الشرطة النسائية، أوضحت النقيب سميرة غالب، مديرة الشرطة النسائية بمحافظة مأرب، أن وجود العنصر النسائي داخل المنظومة الأمنية أسهم بشكل كبير في توفير بيئة أكثر أمانًا واستقرارًا، خاصة داخل أقسام الشرطة وإدارات البحث الجنائي.
وأضافت أن تأسيس الشرطة النسائية في مأرب بدأ بشكل متواضع عام 2016، حيث اقتصر على بعض الوحدات مثل الجوازات والأحوال المدنية. لكن مع تزايد الحاجة، توسع نطاق عمل الشرطة النسائية في عام 2018 ليشمل معظم الوحدات الأمنية، حتى تم إنشاء إدارة متخصصة عام 2022 لتوحيد جهود الشرطيات تحت قيادة واحدة، ما عزز من كفاءتهن وقدرتهن على أداء مهامهن الأمنية بفعالية.
مهام متعددة ومسؤوليات متزايدة
تتولى الشرطة النسائية مهام حيوية ومتنوعة، تشمل:
التحقيق في الجرائم المتعلقة بالمرأة والطفل.
تنفيذ عمليات القبض والتفتيش وفقًا للضوابط القانونية.
إدارة الملفات الإدارية في الجوازات والأحوال المدنية والمحاكم.
حل النزاعات الأسرية والاجتماعية.
تنظيم حملات توعوية حول قضايا المرأة والوقاية من الجريمة.
المشاركة في عمليات الإغاثة والإنقاذ أثناء الكوارث.
وأكدت النقيب غالب أن الشرطة النسائية في مأرب تحظى بدعم مباشر من محافظ المحافظة اللواء سلطان العرادة، بالإضافة إلى جهود اللواء يحيى علي حميد، مدير عام شرطة المحافظة، لتعزيز دورهن وتوسيع نطاق عملهن.
تأثير الشرطة النسائية على الأمن المجتمعي
من جانبها، شددت الملازم أول سرية أحمد سعد، مديرة إصلاحية سجن النساء بمأرب، على أهمية الشرطة النسائية في الحفاظ على خصوصية المرأة أثناء التفتيش أو الاستجواب، وهو ما كان يشكل تحديًا في الماضي.
وأضافت أن وجود النساء في السجون والمطارات والموانئ والإدارات الحكومية ساعد في تسهيل الكثير من المهام الأمنية، وعزز من ثقة المجتمع في المؤسسات الأمنية، خاصة في مجتمع محافظ بطبيعته.
نحو تمكين أكبر للمرأة في القطاع الأمني
رغم الإنجازات التي حققتها الشرطة النسائية، إلا أن توسيع نطاق عملها وتأهيل المزيد من النساء في المجال الأمني يمثلان خطوة جوهرية نحو تطوير المنظومة الأمنية في اليمن. فتمكين المرأة في هذا القطاع لا يعزز فقط الأمن والاستقرار، بل يضمن أيضًا توفير بيئة أكثر أمانًا وعدالة للنساء في المجتمع.
إن تزايد دور الشرطة النسائية في اليمن يعكس تحولًا إيجابيًا في النظرة إلى مشاركة المرأة في العمل الأمني، ويؤكد أنها ليست مجرد عنصر مساعد، بل شريك أساسي في حماية المجتمع وضمان العدالة.