...
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تأكيد التسجيل من خلال اللإيميل تأكيد الحساب
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تسجيل حسابك معنا إنشاء حساب
عمل المرأة والتحديات النفسية

المرأة بين النجاح الأسري والتحديات النفسية

    تقرير : هدية الجلال

يُعدّ عمل المرأة ضرورة اجتماعية واقتصادية في عصرٍ يتسم بالتقدم العلمي والتقني المتسارع، حيث يوفر لها ولأسرتها مزايا مادية. وفي ظل ظروف الحرب والأزمات الاقتصادية، اضطرت المرأة اليمنية إلى الخروج للعمل لكسب المال وإعالة أسرتها، إلا أن هناك دوافع أخرى تدفعها للعمل.

 

تقول إحدى الفتيات العاملات: "الدوافع وراء خروجي للعمل كثيرة، منها إثبات الذات وتحقيق الاستقلال المالي". أما خولة، وهي إحدى العاملات في المجال الصحي، فتشير إلى أنها تشعر عند العمل بأنها تقدم خدمة إنسانية، إضافةً إلى تحسين مستوى دخلها. فيما أكدت الأستاذة عائشة أن خروجها للعمل كان مدفوعًا برغبتها في أداء واجبها في تنشئة الأجيال.

 

لكن، رغم المزايا التي يمنحها العمل للمرأة، فإنه يفرض عليها تحديات كبيرة، أبرزها تحمل مسؤوليتين متوازيتين: العمل خارج المنزل والاهتمام بالأسرة وتربية الأبناء. وهو ما يطرح تساؤلات جوهرية: هل يؤثر عمل المرأة سلبًا على حياتها الأسرية؟ وكيف ينعكس ذلك على صحتها النفسية؟

 

تشير القابلة خولة، وهي أم لطفلين، إلى أن العمل قد يقلل من الوقت الذي تمضيه مع أطفالها بسبب ضغوط الوظيفة والمسؤوليات المنزلية المتراكمة، لكنها في المقابل تشعر بالسعادة والرضا عن نفسها عندما تستطيع مساعدة الآخرين. وفي السياق ذاته، تؤكد إحدى النساء العاملات أن العمل يؤثر بشكل إيجابي، إذ إنها عندما تنجز مهام كثيرة وتحصد ثمار نجاحها، يعزز ذلك ثقتها بنفسها ويساهم في تحسين حالتها النفسية.

 

من جانبها، ترى الأستاذة عائشة أن الموازنة بين العمل والأسرة ممكنة من خلال تنظيم الوقت، موضحة: "إذا أنجزت مهامي الوظيفية في أوقاتها المحددة، أتمكن من تخصيص وقت كافٍ لأطفالي ولشؤون المنزل، دون أن يؤثر ذلك على حياتي الأسرية".

 

وهكذا، يبقى التحدي الأكبر أمام المرأة العاملة هو تحقيق التوازن بين النجاح المهني والاستقرار الأسري، وهو أمر يتطلب دعم الأسرة والمجتمع، إلى جانب التخطيط الجيد وإدارة الوقت بفعالية.