
المرأة اليمنية: صانعة سلام في زمن الحرب
تقرير: هالة محمد الجرادي
تمثل المرأة اليمنية رمزًا للصمود والإصرار، حيث لعبت دورًا محوريًا في بناء السلام وتعزيز الاستقرار في مجتمع يعاني من أزمات متشابكة. على الرغم من التحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تواجهها، أثبتت المرأة اليمنية قدرتها الفائقة على تحمل المسؤولية والمساهمة في تجاوز المحن وبناء مستقبل أفضل وأكثر استقرارًا.
دور المرأة اليمنية في بناء السلام
كان لصمود المرأة اليمنية وتحملها الأعباء أثرٌ عميق في تعزيز جهود السلام، حيث تساهم في مواجهة الصراعات من خلال دورها المجتمعي والأسري. وفي هذا السياق، صرحت الدكتورة نبيلة سعيد قائلة:
"المرأة اليمنية داعية سلام على مر الزمن، تناضل من أجل استقرار بيئتها الصغيرة ومجتمعها الكبير. دورها في تحقيق السلام يمتد منذ تأسيس الدولة وحتى اليوم ، وفي زمن الحرب والحصار والصراع والغربة والنزوح تكون المساحات المتواجدة فيها المرأة هي مساحات السلام
حيث تعمل في المحافل الدولية لإحلال السلام في اليمن كخيار أنسب لكل مجتمع."
تنشئة الأجيال
تلعب المرأة دورًا مهماَ في بناء السلام من خلال تنشئة الأجيال، حيث تغرس القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية في نفوس أبنائها. كما تسعى إلى تعزيز وعيهم بالهوية الوطنية، متكيفة مع التطورات التكنولوجية والاجتماعية الحديثة.
الوساطة وحل النزاعات
تُعد المرأة اليمنية وسيطة فعالة في حل النزاعات، خاصة في المجتمعات الريفية، حيث تتمتع بمكانة اجتماعية وصوت مسموع. وقد نجحت العديد من النساء في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، مما عزز الاستقرار وأعاد بناء الثقة داخل المجتمع
تعزيز الحوار المجتمعي
تسعى المرأة اليمنية إلى تعزيز الحوار المجتمعي من خلال تنظيم ورش العمل واللقاءات التي تهدف إلى تقليل التوترات وتعزيز التفاهم بين مختلف الفئات.
الدور الإنساني والإغاثي للمرأة اليمنية
. توفير المساعدات الغذائية والإغاثية
في ظل الحرب، أخذت المرأة اليمنية زمام المبادرة لتقديم المساعدات الغذائية للمتضررين من النزاعات، لا سيما النازحين وضحايا الحرب.
. الدعم النفسي والاجتماعي
تقدم النساء اليمنيات، خاصة العاملات في المنظمات غير الحكومية، الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والنساء المتضررين من الصراع، مما يسهم في تعزيز الاستقرار النفسي وإعادة بناء النسيج الاجتماعي.
الإعلاميات ودورهن في صنع السلام
في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن، يبرز دور الإعلام كوسيلة لنشر ثقافة السلام. من هذا المنطلق، تأسس فريق "إعلاميات للسلام" ، وهو فريق مكون من إعلاميات يمنيات
فريق إعلاميات للسلام بداء بحلم وتحول الى واقع وزخم فريق مكون من عدد من الإعلاميات من مختلف محافظات الجمهورية يسعين لإحداث تأثير إيجابي في مجتمعاتهن من خلال:
إنتاج محتوى توعوي وإعداد برامج إذاعية وتلفزيونية.
تسليط الضوء على أهمية السلام وأثر النزاعات.
تنظيم ورش عمل لتعزيز قيم التعايش السلمي.
وعن دور الفريق أوضحت
الأستاذة بشرى المزجاجي، رئيسة فريق إعلاميات للسلام، قائلة:
"الإعلاميات في اليمن يلعبن دورًا مهمًا في نشر ثقافة السلام وتعزيز قيم التعايش والتسامح، على الرغم من التحديات مثل القيود الاجتماعية والمخاطر الأمنية."
المرأة اليمنية ليست فقط ضحية للحرب، بل هي شريكة أساسية في صنع السلام وإعادة بناء المجتمع. من خلال دورها الإنساني والاجتماعي، تثبت قدرتها على تجاوز المحن وإحداث تغيير إيجابي في وطنها. إن تمكين المرأة اليمنية وتعزيز مشاركتها يعد خطوة حاسمة نحو بناء مستقبل مستدام ومستقر.