
الأطفال في اليمن يعيشون واقعًا مريرًا مأساويًا نتيجة النزاع المستمر الذي يحصل في البلاد منذ سنوات. يعاني ملايين الأطفال من تأثيرات سلبية وأضرار جسيمة جراء ما يحصل لهم من مخاطر تشمل العنف، التجنيد، الاعتداء الجنسي، والانتهاكات العديدة لحقوقهم.
وفقًا لتقارير منظمة اليونيسف، منذ بداية النزاع في عام 2015، قُتل أو تعرض لأذى أكثر من 11,000 طفل في اليمن، مما يعادل أربعة أطفال يوميًا. ويُعتبر هذا الرقم مجرد تقدير للحوادث التي تم التحقق منها من قبل الأمم المتحدة، مما يعني أن الأعداد الحقيقية للخسائر والانتهاكات في صفوف الأطفال قد تكون أعلى بكثير.
تُعتبر قضية الطفلة جنات واحدة من أكثر القضايا الإنسانية إيلامًا في اليمن، حيث تجسد المعاناة التي يواجهها الأطفال في ظل النزاعات المستمرة.
جنات طفلة تبلغ من العمر ٩ أعوام تعرضت للاعتداء الجنسي والاغتصاب والتهديد بالقتل من قبل رجل في العشرينات من عمره.
اكتشف والد جنات "طاهر"، الذي يعيش مع زوجته وأبنائه الثلاثة وابنته الوحيدة جنات، أن ابنته تعرضت للاعتداء بعد أن أخبرته إحدى جاراتهم بأن المتهم يتعقبها.
في صباح يوم الخميس، 13 يونيو 2024، قرر الأب مع زوجته مواجهة المتهم، لكنهما صُدموا عندما اكتشفوا وقوع الجريمة البشعة. حمل الأب ابنته، وقلبه يموج بالألم، وذهب بها إلى طبيبة نساء وولادة، التي أكدت للأسف أنها تعرضت للاعتداء.
تم رفع القضية إلى الجهات الأمنية، وظل المتهم قيد الحبس الاحتياطي فترة طويلة في محاولة لتمييع القضية، وفقًا لما ذكره محامي الطفلة، ناظم الحريري.
قضية الطفلة "جنات السياغي" أثارت اهتمام الرأي العام المحلي والدولي، ولا يزال الناشطون اليمنيون يتفاعلون بشكل واسع مع هذه القضية عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
ذكرت مصادر لـ "يمن ديلي نيوز" أن المحكمة الجزائية التابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء أصدرت حكمًا ضد المدعو "أحمد حسين نجاد" (25 عامًا)، الذي أدين باغتصاب الطفلة جنات طاهر السياغي (9 سنوات) في منطقة أرتل في 19 يوليو/تموز الماضي.
أوضحت المصادر أن المحكمة اصدرت حكما بمعاقبة المدان "نجاد" بالسجن لمدة 15 عامًا كعقوبة رادعة، بالإضافة إلى فرض تعويض قدره 6 ملايين ريال لأسرة الضحية.
في ظل هذا الوضع، يصبح الأطفال ضحايا بلا صوت، مما يستدعي ضرورة التحرك الفوري من المجتمع الدولي والمحلي لحماية حقوقهم وضمان مستقبلهم.
يتطلب الوضع المأسوي للأطفال في اليمن استجابة عاجلة لتخفيف معاناتهم واستعادة الأمل في غدٍ أفضل. **فهل سنظل نكتفي بالحديث عن الانتهاكات، بينما يستمر الأطفال في دفع ثمن هذه الحروب بأرواحهم وحقوقهم؟**
بقلم: أمل حزام