...
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تأكيد التسجيل من خلال اللإيميل تأكيد الحساب
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تسجيل حسابك معنا إنشاء حساب
المرأة اليمنية في سوق العمل.. واقع وآفاق

تقرير/ هالة الجرادي

منذ نشوب الحرب واحتدام الصراع بين الجماعات المسلحة، واحتكار الوظائف لمنتسبي تلك الجماعات، وفقد الكثير من الموظفين وظائفهم، وتوقف مرتباتهم، وتسريح الكثير من العمال من المصانع والشركات التي توقفت أو تم نقل مقراتها الى مناطق أكثر أمنا؛ وجدت المرأة اليمنية نفسها أمام تحديات تثقل كاهلها.

ووسط موجة التدهور الاقتصادي، وتدني العملة الوطنية، وتفشي البطالة وارتفاع نسبتها إلى ثلاثة أضعاف ما قبل الحرب، وتأثر مستوى دخل الأسرة اليمنية، كل هذا حول مسار حياة المرأة الى أدنى مستوياتها.

وتشير  الإحصائيات أن معدلات مشاركة المرأة في القوى العاملة في اليمن واحدة من أدنى المعدلات على مستوى العالم، إلا أن الانهيار الاقتصادي الناجم عن الصراع الجاري دفع الكثير من النساء إلى العمل بسبب فقدان العائل .

المرأة اليمنية في سوق العمل 

ونزلت المرأة الى سوق العمل وأنشأت كثير من النساء مشاريع خاصة تدرّ عليهن أرباح، وإن كانت بسيطة مقارنة بمتطلبات الحياة، وعملت بعضهن بمهن جديدة على ثقافة المجتمع؛  كعاملات مطاعم ومصارف، و بائعات في الأسواق وعلى مداخل المدن والقرى كي تعيل نفسها واسرتها..

فهذه" أمل أحمد" والتي تعمل كاشير في احد المحالات التجارية تقول:" لابد أن أعمل كي استطيع اكمال دراستي الجامعية"، وشيماء عبدالله التي اضطرت لتوقيف الدراسة تقول:" أعمل عام كمعلمة في مدرسة خاصة، لأجمع تكاليف الدراسة، وأدرس في العام التالي وهكذا".و" فاطمة" التي تعمل في احد المطاعم لتعيل أسرتها المكونة من الاب القعيد والام و سبعة اخوتها تقول" لجأت للعمل كي ندفع ايجار منزلنا ونعيش"

وبدأت النساء يعملن في مِهن كانت في ما مضى حكراً على الرجال، كأعمال البناء وهي أعمالاً شاقة بدنياً، ومتدنية الأجور، وأعمال أخرى مثل بيع " القات".واستقطبت المنظمات والشركات الخاصة الفتيات الحاصلات على شهادات دراسية عالية ولغات،  لخوض غمار العمل معها.

 الحرب تثقل كاهل المرأة 

وتسببت الحرب التي اندلعت منذ مارس 2015 بقتل الكثير من المدنيين، ويعاني أكثر من 18 مليون يمني من انعدام الغذاء، وملايين معرضين لخطر المجاعة؛ مما ضاعف الحمل على عاتق المرأة التي وجدت نفسها معنية بالدرجة الأولى بإيقاف انهيار الحياة؛ إذ تعيل النساء تقريبا 26% من العائلات النازحة بحسب تقارير أممية. ويقدر عدد النساء الأرامل في اليمن نحو 30% من حوالي 18 مليون امرأة.

تقول" أ. ف. " وهي أم لخمسة أبناء فقدت زوجها في أحدى الغارات وكان في محطة لتعبئة البترول:" أصبت بعد وفاة زوجي بمرض السرطان واضطررت للسفر للخارج للعلاج وزادت معاناتنا كثيراً، و لجاءت للبحث عن عمل، بينما أوقف ابني الكبير دراسته وأخذ يبحث عن عمل ليساعد في توفير الدواء والطعام"..

عمل المرأة ما بين الواقع والطموح 

وتطمح المرأة اليمنية إلى ان تكون عضواً منتجاً في بلدها، من خلال دمجها في سوق العمل، وتمكينها اقتصادياً بما يتوافق مع طبيعتها وعادات وتقاليد المجتمع، وبما يعود عليها وعلى اسرتها بعائد يضمن الحياة الكريمة، وتقول" ف.م": إن ما تقدمه المنظمات من مشاريع تمكين تكاد تكون محصورة بين تعليم المرأة الخياطة او الاشغال اليدوية البسيطة جدا، أو الدعم المادي الضئيل الذي لا يكاد يفي بربع الاحتياجات، ولا تدعمها لمشروع كبير، تستطيع من خلاله أن تعيش حياة كريمة وتطور نفسها" 

وما يجدر الإشارة إليه أن اندماج المرأة في سوق العمل كان بسبب تداعيات الصراعات الاقتصادية، وليس بسبب تمكين اقتصادي مخطط للنساء، فمن الضروري توفير مبادرات اقتصادية لجذب النساء إلى سوق العمل بجهود طويلة الأجل لمعالجة الهياكل الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز العمل الذي يوفر دخلاً جيداً وأماناً وحماية اجتماعية للمرأة.