...
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تأكيد التسجيل من خلال اللإيميل تأكيد الحساب
لتسجيل إعجابك!!! يرجى تسجيل حسابك معنا إنشاء حساب
في العام العاشر من الحرب…

في العام العاشر من الحرب…
كيف حققت المرأة اليمنية النجاحات رغم المعاناة؟

تقرير/  سمية الشدوفي

تعاني المرأة اليمنية ظروفا غاية في الصعوبة منذ بدء الحرب أواخر 2014؛ حيث أصبحت المرأة اليمنية إحدى ضحايا هذا النزاع، ففقدت عائلها، وأُجبرت على النزوح وترك منزلها وكل ما تملك، كما ضحّت من أجل إيصال أسرتها إلى مكان أقل خطورة.

لقد تعرضت المرأة اليمنية إلى جانب آلام الوحدة والنزوح لانتهاكات كثيرة، حيث اعتُقلت وعُذبت وقُتلت وأُصيبت بالإعاقة جراء زراعة الألغام في القرى والمنازل.


كما تعاني المرأة اليمنية في أغلب المدن من وضع إنساني صعب، حيث تتعرض لانتهاكات جسمية لحقوقها، وتتعرض للاعتقال التعسفي، وبحسب تقارير حقوقية،  فإنها تتعرض للاختطاف والاعتقال دون الاستناد إلى القانون و دون الابلاغ عن أسباب الاختطاف والاعتقال، حيث لا يُسمح لهن بالتواصل مع محامين أو حتى التواصل بأسرهن، كما تتعرض بعض النساء في السجون للتعذيب والإساءة الجسدية والنفسية إضافة للضرب المبرح والتهديد بالإغتصاب والقتل.

منظمات حقوقية رصدت رفض جهات الاعتقال الإفراج عن نساء معتقلات حتى بعد انتهاء مدة عقوبتهن، هذا اذا لم يتم إدانتهن بجريمة أخرى، ورغم الظروف المأساوية التي تعيشها النساء  اليمنيات جراء الصراع والحرب المستمر، إلا أن لهن دور كبير في ترميم ما أفسدته الحرب؛ حيث قدمن المساعدات والخدمات لدعم استمرار الحياة المدنية ومقوماتها، وكانت المرأة السند والمعيل لأسرتها بعد فقد معيلها.

وبحسب تقرير أممي، فإن عدد الأسر التي تعيلها نساء على مستوى اليمن بلغ 417 ألف أسرة خلال السبع السنوات الماضية، ووثق التقرير وجود اكثر من 60 الف امرأة قتل زوجها في تلك الحروب وأصبحت هي المعيل الأول لأسرتها.

وخلال الأعوام الأخيرة من الحرب، استطاعت عدد من النساء اليمنيات التغلب على الكثير من الظروف الصعبة والمأساوية، وانتزعت المرأة نجاحات كبيرة تجاوزت بعضها الجانب المحلي إلى النطاق العالمي، كما نجحت آلاف اليمنيات في خلق تجارب ملهمة في الصمود وتحدي الظروف القاهرة والمحافظة على تماسك الأسر من خلال الانخراط في سوق العمل، واقتحام مهن ظلت طيلة عقود محصورة بالرجال.

الباحثة اليمنية د. نبيلة سعيد تحدث ل منصة "المرأة تتحدث" بالقول: "حيث تكون مليون امرأة خارج مسكنها الأصلي كنازحة، أو مقاومة من أجل أسرتها؛ تتساقط الكثير من النساء خلف كواليس سوء الخدمات أو غيابها، ومع كل اختناق جديد ومضاعفات تجدها تقف باقتدار ليس لأكثر من أنها تؤمن بالحياة واستمرار الإنجاز".

وتضيف سعيد: إن العديد من الفتيات والفتية أكملوا تعليمهم تحت أسقف المنازل المهدمة فى كثير من المحافظات، وأَخرجت العديد من النساء في مخيمات النزوح أعمالا ومشاريع إنتاجية أظهرت أن المرأة اليمنية عصية على الحصار والحرب.

وشهدت الساحة اليمنية الكثير من المشاريع النسوية الكبيرة والصغيرة؛ فمن صناعة البخور و المنسوجات اليدوية وصناعة المعجنات المتنوعة إلى معامل الخياطة ومحلات الكوافير والتصوير ورعاية حفلات الأعراس والمناسبات وفتح الكافيهات الخاصة بالنساء، وكذا فتح نوادي الرياضة وغيرها.

ومن بين مئات النساء الرائدات في مجتمعهن، تبرز ذكرى الحملاني كنموذج ناجح في مشروعها النسوي الذي هو عبارة عن مركز لتقديم دورات تنموية للمرأة بمختلف المجالات؛ لتعين النساء على اجتياز محنتهن وتدريبهن على مهن يستفدن منها.

وتنحج أم رفيدة في مشروعها الصغير وهو صناعة البخور، حيث تروج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما تدير أم يوسف محل لتجهيز العرائس، وكنموذج أيضا نجحت أم نجيب في بيع الحلويات التي تصنعها، وتعيل أسرتها المكونة من خمسة أشخاص في محافظة تعز "وسط"، بالإضافة إلى أم وفاء التي تعمل في تسويق وجبات الغداء للمناسبات الكبيرة، حيث تقوم بإعدادها كاملة في منزلها ثم تقوم ببيعها بنكهة بيتية تعجب الجميع.

كما استفادت كثير من النساء اليمنيات من دعم المنظمات للمشاريع المنتجة والمشاريع الصغيرة؛ حيث وثق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دعم 1200 مشروع نسوي صغير، وقد حصلت أكثر من 300 إمرأة في عدد من المحافظات على فرص لتطوير مهاراتهن في صناعة الأغذية والمنسوجات وتصليح السيارات والنجارة وصيانة الهواتف المحمولة والأجهزة الكهربائية، وهي مِهن كانت محصورة على الرجال فقط بحسب البرنامج.